responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 180

و بالجملة الجمع بين اللحاظين في آن واحد ممّا يحكم بوقوعه ضرورة الوجدان عند ما نرجع الى أنفسنا، فضلا عن امكانه.

نعم يستحيل الجمع بين اللحاظين في آن واحد، فيما اذا كان الملحوظ بهما واحدا، بأن يلاحظ شي‌ء واحد في آن واحد بلحاظين، فانّه كما لا يمكن أن يكون شي‌ء واحد شخصي موجودا في الخارج بوجودين، كذا لا يمكن أن يكون شي‌ء واحد موجودا في الذهن بوجودين، فلا يمكن أن يكون شي‌ء واحد في آن واحد ملحوظا بلحاظين.

و استدلّ صاحب الكفاية قدّس سرّه‌[1] بما حاصله: انّ استعمال اللفظ في المعنى عبارة عن جعل اللفظ وجها و عنوانا للمعنى، فانيا فيه فناء الوجه في ذي الوجه، فيكون اللفظ ملحوظا باللحاظ الآلي، و المعنى ملحوظا باللحاظ الاستقلالي، فلو استعمل اللفظ في المعنيين لزم لحاظ اللفظ آليا و فانيا في هذا المعنى و لحاظه كذلك في ذاك المعنى، فيلزم الجمع بين اللحاظين الآليين في آن واحد، مع كون الملحوظ بهما واحدا، و هو ممتنع عقلا، كما عرفت آنفا.

و هذا الاستدلال صحيح، على ما ذكروه، من أنّ الاستعمال عبارة عن ايجاد المعنى باللفظ، و جعل اللفظ وجها و عنوانا للمعنى، و هو مبني على أن يكون الوضع عبارة عن جعل اللفظ وجودا تنزيليا للمعنى، و قد عرفت ما فيه عند البحث عن حقيقة الوضع.

و أمّا على ما اخترناه، من أنّ الوضع عبارة عن الالتزام و التعهّد بالتكلّم بلفظ خاص عند ارادة معنى مخصوص، فليس الاستعمال الّا عبارة عن فعليّة هذا التعهّد، و جعل اللفظ علامة لكون المعنى مرادا للمتكلّم.


[1]- كفاية الاصول: 53.

اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست