اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 109
كلام بعض المحققين الاعلام في المقام:
و قد أجاب عنه بعض
المحققين الاعلام بما حاصله: انّ جوهر الكلمة و مادّتها لا تحتاج في تصوّرها الى
شيء آخر، بل يمكن للواضع أن يتصوّرها بنفسها و بشخصها، و يضعها لمعنى من المعاني،
و ان كان التلفّظ بها لا يمكن الّا في ضمن هيئة من الهيئات، و هذا بخلاف الهيئة،
فانّها في تصوّرها تحتاج الى شيء آخر، اذ لا يمكن تصوّر الهيئة الّا بأحد وجهين:
1- أن يتصوّرها الواضع
بعنوان مشير، فيشير به اليها و يضعها للمعنى، فيقول: كلّما كان على زنة فاعل مثلا
فوضعته لكذا، فيجعل هذا العنوان أي زنة فاعل، اشارة الى هيئة من الهيئات و يضعها
للمعنى.
2- أن يتصوّر هيئة شخصية
في مقام الوضع، فيضعها و ما يماثلها لمعنى من المعاني، كما اذا تصوّر خصوص هيئة
ضارب مثلا، و وضع هذه الهيئة الخاصّة مع ما يماثلها، كالقائم و القاعد و الجالس و
غيرها لمن صدر عنه المبدأ[1].
و على الجملة اذا كان
الموضوع متصوّرا بنفسه كان الوضع شخصيا، و اذا كان الموضوع متصوّرا بعنوان مشير
عام كان الوضع نوعيّا، و وضع المادّة من الاوّل و وضع الهيئة من الثاني[2].
هذا ملخّص ما ذكره في
دفع الاشكال، و هو دقيق متين.
[1]- لا خفاء في أنّ الوجه الثاني يرجع الى الوجه الاوّل، فليس
في تصوّر الهيئة الّا وجه واحد، و هو تصوّرها بعنوان مشير لا بنفسه.
و اعلم أنّ ارتضاء سيّدنا الاستاذ العلامة هذا الجواب مناف
لما ذكره سابقا في تقسيم الوضع الى الشخصي و النوعي، من أنّ وضع المادة ايضا نوعي،
و هو الاقرب.