اسم الکتاب : مصباح الأصول( طبع موسسة إحياء آثار السيد الخوئي) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 159
الحضور. و أمّا زمان الغيبة فادّعاء الرؤية فيه غير مسموع مع أنّهم أيضاً لم يدّعوها.
[مقالة المحقق العراقي في حجية الاجماع المنقول]
ثمّ إنّ بعض الأعاظم[1] التزم بحجّية الاجماع المنقول في كلمات القدماء، بدعوى أنّه يحتمل أن يكون مستندهم هو السماع من المعصوم (عليه السلام)، و لو بالواسطة، لقرب عصرهم بزمان الحضور، فضمّوا إلى قول المعصوم أقوال العلماء، و نقلوه بلفظ الاجماع، فيكون نقل الاجماع من المتقدمين من القسم الثاني من الاخبار، و هو ما كان الاخبار عن أمر حسّي، مع احتمال أن يكون الاخبار به مستنداً إلى الحدس، و أن يكون مستنداً إلى الحس، و قد تقدّم[2] أنّ هذا القسم من الاخبار حجّة بسيرة العقلاء، باعتبار أنّ ظاهر الاخبار عن أمر حسّي يدل على كونه مستنداً إلى الحس، فيكون حجّة. و بالجملة احتمال كون الاخبار مستنداً إلى الحس كافٍ في الحجّية ببناء العقلاء، هذا ملخص كلامه بتوضيح منّا.
و فيه أوّلًا: أنّ هذا الاحتمال- أي استناد القدماء في نقل الاجماع إلى الحس- احتمال موهوم جداً، بحيث يكاد يلحق بالتخيل فلا مجال للاعتناء به، و ما ذكرناه- من أنّ احتمال كون الاخبار مستنداً إلى الحس كافٍ في حجّيته- إنّما هو فيما إذا كان الاحتمال عقلائياً، لا الاحتمال البعيد غاية البعد الملحق بأمر خيالي.
و ما يظهر به بعد هذا الاحتمال و كونه موهوماً أمران:
أحدهما: تتبع اجماعات القدماء كالشيخ الطوسي (قدس سره) و السيّد المرتضى