responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 586

وكل جهد في ذلك- مهما قلّ- مقبول إن شاء الله تعالى بعد شرف الغاية وسموها، وعظيم الثمرة وبركتها.

حديث مسمع كردين‌

وفي حديث مسمع كردين عن الإمام الصادق (ع) قال: «قال لي أبو عبد الله (ع): يا مسمع أنت من أهل العراق، أما تأتي قبر الحسين (ع)؟ قلت: لا، أنا رجل مشهور عند أهل البصرة. وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة. وعدونا كثير [وأعداؤنا كثيرة] من أهل القبائل من النصاب وغيرهم. ولست آمنهم أن يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيمثلون بي [فيميلون عليّ‌].

قال لي: أفما تذكر ما صنع به؟ قلت: نعم. قال: فتجزع؟ قلت: إي والله وأستعبر لذلك، حتى يرى أهلي أثر ذلك عليّ، فأمتنع من الطعام، حتى يستبين ذلك في وجهي. قال: رحم الله دمعتك. أما إنك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا، والذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، ويأمنون إذا أمنا.

أما إنك سترى عند موتك حضور آبائي لك، ووصيتهم ملك الموت بك. وما يلقونك به من البشارة أفضل. وملك الموت أرق عليك وأشدّ رحمة لك من الأم الشفيقة على ولدها ...»[1].

وهذا من أهم أسباب استمرار شيعة أهل البيت (رفع الله تعالى شأنهم) في إحياء مناسباتهم الشريفة، وعدم انقطاعهم عنها رغم المعوقات الكثيرة والصراع المرير. لأن التجمع والقيود والرتابة وغيرها كثيراً ما لا تتيسر للفرد وللمجتمع، فلو كان ذلك عائقاً عن إحيائها لتركوه في فترة تعذر هذه الأمور.


[1] كامل الزيارات ص: 203- 204، واللفظ له. بحار الأنوار ج: 44 ص: 289- 290.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 586
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست