وبذلك تميز دين الإسلام الحق عن بقية الأديان، حيث ظهرت حجته، ولم تنطمس معالمه، مع طول المدة، وتعاقب الفتن، وتكالب الأعداء عليه من الداخل والخارج.
وقد سبق في حديث العرباض بن سارية عن النبي (ص) أنه قال: «قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك»[1].
كل ذلك لأن الإسلام هو الدين الخاتم للأديان، والباقي ما بقيت الدنيا، فيجب أن تبقى معالمه واضحة، ودعوته مسموعة، وحجته ظاهرة.
المقارنة بين فترة ما بين المسيح والإسلام ومدة الغيبة
وذلك هو المبرر المنطقي والتفسير الطبيعي لطول عصر غيبة الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) مع شدّة الفتن، وتظاهر الزمن، وتكالب الأعداء، وعنف الصراع وشراسته.
بينما كانت المدة بين رفع النبي عيسى (على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام) وبعثة نبينا محمد (ص) لا تتجاوز الستة قرون. وقد ضاعت فيها معالم الدين الحق الذي جاء به عيسى (ع)، وانطمست أعلامه، وانفردت بالساحة دعوة الانحراف والتحريف.