عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرت بنا في الجنان عينه.
ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر فيه لمنزله شيئاً لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد (لعنهم الله) إلى أسفل درك من النار»[1] ... إلى غير ذلك مما ورد عنهم (صلوات الله عليهم).
وذلك لم يكن معروفاً قبل حادثة الطف إلا ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) في ذكرى يوم الغدير[2]. لكنه لم يأخذ موقعه المناسب عند الشيعة بسبب الانتكاسة والمحن التي مني بها التشيع بقتل أمير المؤمنين (ع) حتى جدده الأئمة من ولده (صلوات الله عليهم) مذ قام للشيعة كيان ظاهر بعد فاجعة الطف، وتوجهوا عليهم السلام لتثقيف شيعتهم ونظم أمرهم.
وقد فتح ذلك الباب لتجديد الذكرى السنوية في جميع المناسبات المتعلقة بالدين والمذهب في الأحزان والأفراح.
شدّ الشيعة نحو الإمام الحسين (ع) بمختلف الوجوه
كما حاول الأئمة (صلوات الله عليهم) تذكير الشيعة بالإمام الحسين (صلوات الله عليه) وشدّهم نحوه بمختلف الوجوه.
منها: تأكيدهم عليهم السلام على تميز تربته الشريفة بالسجود عليها[3]، والتسبيح
[3] قال البلاذري:« حرملة بن زفر بن شيطان بن حبيش بن حزن بن العجيف. وفد إلى رسول الله( ص) فأخذ قبضة من تراب من تحت قدمي رسول الله( ص)، فجعلها في صرة، ثم جعلها في مسجده، فجعل يصلي عليها». أنساب الأشراف ج: 12 ص: 144 عند ذكر مالك بن ربيعة.
وهذا يتناسب مع مشروعية التبرك بالسجود على تراب ينتسب لجهة مقدسة.