responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 507

الخاصة والعامة.

وبذلك استطاع الإمام الحسن (ع) أن يعصم دمه الزكي ودماء أهل بيته وشيعته، ويحفظ لهم حرمتهم، ويجعل قتل من قتل منهم، والاعتداء على الباقين بوجوه أخر، جرائم مستنكرة دينياً وإنسانياً تشوه صورة الحكم الأموي، وسبباً للتشنيع عليه والتنفير منه. وهو من أهم المكاسب في الصراع المبدئي.

الثالث‌: أن معاوية ليس كيزيد في الطيش والعنجهية، بل يختلف عنه بالحنكة وبُعد النظر. والظاهر أن ذلك يمنعه من قتل الإمام الحسن (صلوات الله عليه) وأهل بيته لو لم يقتلوا في المعركة، لما لهم من المقام الديني الرفيع، والمكانة السامية في نفوس المسلمين، فلا يثير على نفسه غضب المسلمين بقتلهم، بل يستبقيهم، ليظهر بمظهر الحليم المتفضل بعفوه بعد المقدرة.

وفي ذلك أعظم الوهن عليهم، وعلى دعوتهم الشريفة. كما يكون حاجزاً لهم عن الإنكار عليه في ممارساته الإجرامية ضد الدين والمسلمين، حيث يكون بنظر عامة الناس من الردّ على الإحسان بالإساءة.

ولا أقل من أن يستغل معاوية ذلك ضدهم ويوظف قدراته التثقيفية والإعلامية للتهريج عليهم به، وتشويه صورتهم، من أجل أن يستغفل الناس، ويشغلهم به عن التوجه لجرائمه ونقدها.

تصريحات الإمام الحسن وبقية الأئمة عليهم السلام في توجيه الصلح‌

وقد أشار الإمام الحسن (صلوات الله عليه) وبقية الأئمة عليهم السلام لكثير مما ذكرنا من أجل توجيه موقفه مع معاوية، وإقدامه على صلحه ومهادنته، وإقناع خواص أصحابه، والتخفيف من غلواء انفعالهم من الحدث المذكور، وأسفهم له.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 507
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست