responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 506

المشركين في مبدأ ظهور الإسلام. مع فارق الكمّ والكيف.

كما صارت تلك الظلامات سمة عارٍ على الحكم الأموي، وأحد الأسباب المهمة في تشويه صورته، وزعزعة شرعيته. ولاسيما أنه يذكر بموقف الأمويين السيئ من الإسلام في مبدأ ظهوره، وأن القوم أبناء القوم.

وخصوصاً أن ذلك ابتنى على نقض العهد والاستهانة به، استهتاراً بالمبادئ والقيم. وقد صرح معاوية بذلك من أول الأمر، فقد قال في خطبته بالنخيلة عند دخوله الكوفة: «ألا إن كل شي‌ء أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به»[1].

مع أن كثيراً من أولئك الضحايا لهم أثرهم المحمود في الإسلام، ومكانتهم السامية في نفوس المسلمين. وقد هزّ مقتل حجر بن عدي وأصحابه المجتمع الإسلامي، وهو أحد أحداث معاوية وموبقاته المذكورة، فكيف صارت نظرة المسلمين لمعاوية بسبب ما سبقه ولحقه من جرائمه وتعدياته الكثيرة؟!.

الثاني‌: أن قتل من يقتل من الشيعة في الحرب أمر تقتضيه طبيعة الحرب، لا يعد بنظر جمهور الناس جريمة من معاوية.

بل حتى قتلهم بعد حصول الانكسار العسكري. لأن المحاربين يكونون أسرى لا يستنكر من المنتصر قتلهم في تلك العصور.

ولذا عدّ عفو النبي (ص) عن المشركين بعد فتح مكة، وعفو أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) عن المقاتلين بعد حرب الجمل، تفضلًا منهما.

أما قتل الإمام الحسن (صلوات الله عليه) وأهل بيته وشيعته بعد الموادعة وأخذ العهود والمواثيق فهو من أعظم الجرائم الإنسانية والمستنكرات بنظر


[1] مقاتل الطالبيين ص: 45 في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب( ع)، واللفظ له. شرح نهج البلاغة ج: 16 ص: 46. أنساب الأشراف ج: 3 ص: 291 أمر الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 506
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست