responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 471

أهلها مهما كلفتهم من تضحيات. وليست هي فرضيات صرفة، أو شعارات برّاقة لإقناع الناس واصطياد الأتباع.

وذلك في حقيقته حثّ عملي عليها يوجب تركزها في النفوس وله أعظم الأثر في إصلاح المجتمع ورفع مستواه الخلقي.

لا يتابع مدعي الإصلاح مع عدم سلامة آلية العمل‌

ويترتب على ما ذكرنا أنه لا ينبغي لعموم الناس التجاوب مع مدعي الإصلاح إذا لم يلتزم بالمبادئ والمثل، وسوغ لنفسه الخروج عليها.

لأن ذلك يكشف إما عن كذبه في دعوى الإصلاح، أو عن ضعفه أمام المغريات والمبررات المزعومة، بنحو لا يؤمن عليه من الانحراف في نهاية المطاف، فيكون التعاون معه تغريراً وتفريطاً لا يعذر صاحبه فيه.

والحذر ثم الحذر من أن تجرّ شدة الانفعال من الفساد، والرغبة العارمة في الإصلاح، إلى مواقف انفعالية عاطفية يفقد الإنسان بها رشده، فيتخلى في سبيل تحقيق هدفه عن المبادئ الشريفة، والتعاليم الدينية القويمة، بأعذار ومبررات ما أنزل الله بها من سلطان، فيكون قد أعطى باليمين ما أخذه باليسار.

بل قد يزيد في الفساد، لأنه إذا فتحت الباب للأعذار والمبررات صعب غلقها أو تحجيمها وتحديدها. وكلما استمر الإنسان على ذلك زاد هو وكل من هو على خطه جرأة على الخروج عن المبادئ الشريفة والتعاليم السامية، حتى يتمحض مشروعه في الجريمة.

على أنه ربما يفشل في مشروعه، ويبقى عليه تبعة الخروج في سبيل تحقيق هدفه عن الموازين الدينية والعقلية والأخلاقية.

أضف إلى ذلك أن تبرير الجريمة في نفسه من أجل الغاية من قِبَل‌

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 471
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست