responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 450

بين الصحابة من التشاجر والتخاصم. فإنه يهيج بغض الصحابة، والطعن فيهم، وهم أعلام الدين. وما وقع بينهم من المنازعات فيحمل على محامل صحيحة. فلعل ذلك لخطأ في الاجتهاد، لا لطلب الرئاسة أو الدنيا، كما لا يخفى»[1].

كلام التفتازاني‌

وقال سعد الدين التفتازاني: «ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات- على الوجه المسطور في كتب التواريخ وعلى ألسنة الثقات- يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق، وبلغ حدّ الظلم والفسق، وكان الباعث له الحقد والعناد والحسد واللداد، وطلب الملك والرياسة، والميل إلى اللذات والشهوات. إذ ليس كل صحابي معصوماً، ولا كل من لقي النبي (ص) بالخير موسوماً.

إلا أن العلماء لحسن ظنهم بأصحاب رسول الله (ص) ذكروا لها محامل وتأويلات بها تليق، وذهبوا إلى أنهم محفوظون عما يوجب التضليل والتفسيق، صوناً لعقائد المسلمين عن الزيغ والضلالة في حق كبار الصحابة. سيما المهاجرين والأنصار، المبشرين بالثواب في دار القرار.

وأما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل بيت النبي (ص) فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء، ومن الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء. إذ تكاد تشهد به الجماد والعجماء، ويبكي له من في الأرض والسماء، وتنهد منه الجبال، وتنشق الصخور، ويبقى سوء عمله على كرّ الشهور ومرّ الدهور. فلعنة الله على من باشر أو رضي أو سعى. ولعذاب الآخرة أشد وأبقى.


[1] روح البيان للبروسوي ج: 8 ص: 24 في تفسير آية: 25 سورة: ص، وهي قوله تعالى:\i فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ‌\E. الغرر البهية ج: 5 ص: 71 باب البغاة.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 450
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست