responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 449

موقف بعض علماء الجمهور من إحياء الفاجعة

وقد أدرك ذلك كثير من علماء الجمهور حتى قبل ظهور دعوة التكفيريين، الذين جعلوا من الدين حرمة إحياء الذكريات المجيدة في الإسلام، والقيام بمظاهر التمجيد والتقديس لرموزه العظام.

فإن الجمهور- مع استهجانهم لفاجعة الطف عند الحديث عنها، وتعظيمهم لمقام الإمام الحسين (ع)- لا يحاولون إحياء ذكرى الفاجعة بما يتناسب مع مبانيهم، بل لا يطيق كثير منهم النيل من الظالمين والتذكير بجرائمهم.

وقد حاول كثير منهم المنع من إحياء تلك الذكرى الأليمة، والتذكير بظلامة أهل البيت (صلوات الله عليهم) وما جرى عليهم، والضغط في الاتجاه المذكور بمختلف الوسائل والحجج.

بل منعوا من لعن القائمين بتلك الجريمة النكراء والنيل منهم، وإن كان في جرائمهم ما لا يخصّ الشيعة، كواقعة الحرة الفظيعة، وهتك حرمة الحرم، وضرب مكة المكرمة والكعبة المعظمة بالمنجنيق، وغير ذلك.

وقد حاولوا تجاهل ذلك كله أو التخفيف منه، من أجل حمل المسلمين على نسيان فاجعة الطف وعدم التركيز عليها والاهتمام بها، لما للتذكير بها من الآثار السلبية على مبانيهم في نظام الحكم، التي تسالموا عليها، من دون أن يستندوا إلى ركن وثيق يقف أمام الهزة العاطفية التي تحدثها هذه الذكرى الأليمة، والحساب المنطقي الذي تنبه له.

كلام الغزالي‌

بل انتهى الأمر ببعضهم إلى تحريم التعرض لهذه الفاجعة وما يتعلق بها. فعن الغزالي: «يحرم على الواعظ وغيره رواية مقتل الحسين رضي الله عنه وحكاية ما جرى‌

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 449
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست