responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 39

سائر إلى العراق، فبين لي ما أنت صانع». فقال (صلوات الله عليه): «قد أجمعت المسير في أحد يومي هذين إن شاء الله تعالى». فحذره ابن عباس، وأبدى وجه تخوفه عليه من مسيره في حديث طويل، فقال الإمام الحسين (ع) له: «وإني أستخير الله، وأنظر ما يكون».

فلما كان من العشي أو من الغد أتاه ابن عباس، فقال: «يا ابن عم. إني أتصبر ولا أصبر. إني أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك والاستئصال. إن أهل العراق قوم غدر فلا تقربنهم. أقم بهذا البلد، فإنك سيد أهل الحجاز. فإن كان أهل العراق يريدونك- كما زعموا- فاكتب إليهم فلينفوا عدوهم، ثم أقدم عليهم.

فإن أبيت إلا أن تخرج فسر إلى اليمن، فإن بها حصوناً وشعاباً. وهي أرض عريضة طويلة، ولأبيك بها شيعة، وأنت عن الناس في عزلة، فتكتب إلى الناس، وترسل وتبث دعاتك. فإني أرجو أن يأتيك عند ذلك الذي تحب في عافية».

فقال له الإمام الحسين (صلوات الله عليه): «يا ابن عم إني لأعلم أنك ناصح مشفق. ولكني قد أزمعت وأجمعت على المسير». فقال له ابن عباس: «فإن كنت سائراً فلا تسر بنسائك وصبيتك، فوالله إني لخائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه».

ثم قال: «لقد أقررت عين ابن الزبير بتخليتك إياه والحجاز والخروج منها. وهو يوم [اليوم. ظ] لا ينظر إليه أحد معك. والله الذي لا إله إلا هو لو أعلم أنك إذا أخذت بشعرك وناصيتك، حتى يجتمع عليّ وعليك الناس، أطعتني، لفعلت ذلك»[1].


[1] تاريخ الطبري ج: 4 ص: 287- 288 أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مسير الحسين( ع) من مكة متوجهاً إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج: 4 ص: 38- 39 أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر مسير الحسين إلى الكوفة. البداية والنهاية ج: 8 ص: 173 أحداث سنة ستين من الهجرة: صفة مخرج الحسين إلى العراق. الأخبار الطوال ص: 244 خروج الحسين بن علي بن أبي طالب إلى الكوفة. الفتوح لابن أعثم ج: 5 ص: 72- 73 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام. وغيرها من المصادر.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست