responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 38

فإن ملاحظة هذه الأمور بموضوعية وإنصاف تشهد بتصميمه (صلوات الله عليه) على أن يصل إلى موضع مصرعه الذي وعد به، وعدم تشبثه بأسباب السلامة، فضلًا عن أن يسعى للانتصار العسكري. وأنه (ع) مصرّ على الإصحار بعدم شرعية السلطة ومباينته لها، وبعسفها وظلمها، واستعداده للتضحية في سبيل ذلك، من أجل شرف الهدف، وأداء لما كلف به.

الظروف التي أحاطت بالنهضة لا تناسب انتصاره عسكرياً

الثاني: أن الظروف التي أحاطت بنهضته المباركة، وخروجه من مكة إلى العراق، كانت لا تناسب انتصاره عسكرياً. ولا أقل من أنها كانت تقتضي مزيداً من الاحتياط والتأني، ولو من أجل العائلة المخدرة.

كما يشهد بذلك إجماع آراء من نصحه، فإنهم ذكروا لتوجيه آرائهم أموراً لا تخفى على كثير من الناس، فضلًا عنه (صلوات الله عليه).

فإقدامه على تلك النهضة، وما استتبعته من تضحيات جسام ومآسٍ قاسية، لابد أن يكون لهدف آخر غير الانتصار العسكري.

ويبدو مدى وضوح الخطر عليه في خروجه للعراق، وقوة تصميمه (ع) عليه مع ذلك، من محاورة ابن عباس معه، وهو الذي سبق منه أنه قال: «ما كنا نشك وأهل البيت متوافرون أن الحسين بن علي يقتل بالطف»[1].

حيث قال ابن عباس للإمام الحسين (ع): «إنك قد أرجف الناس أنك‌


[1] تقدمت مصادره في ص: 17.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست