responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 192

بآرائهم؟

قال: فأقبل عليّ فقال: قد سألت فافهم الجواب. إن في أيدي الناس حقاً وباطلًا، وصدقاً وكذباً، وناسخاً ومنسوخاً، وعامّاً وخاصّاً، ومحكماً ومتشابهاً، وحفظاً ووهماً. وقد كذب على رسول الله (ص) على عهده حتى قام خطيباً، فقال: أيها الناس قد كثرت علي الكذابة. فمن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. ثم كذب عليه من بعده.

وإنما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس:

رجل منافق يظهر الإيمان متصنع بالإسلام، لا يتأثم ولا يتحرج أن يكذب على رسول الله (ص) متعمداً. فلو علم الناس أنه منافق كذّاب لم يقبلوا منه ولم يصدقوه، ولكنهم قالوا: هذا قد صحب رسول الله (ص)، ورآه وسمع منه. وأخذوا عنه وهم لا يعرفون حاله.

وقد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره، ووصفهم بما وصفهم، فقال عز وجل: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ‌.

ثم بقوا بعده، فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان، فولوهم الأعمال، وحملوهم على رقاب الناس، وأكلوا بهم الدنيا. وإنما الناس مع الملوك والدنيا، إلا من عصم الله. فهذا أحد الأربعة.

ورجل سمع من رسول الله شيئاً لم يحمله على وجهه، ووهم فيه، ولم يتعمد كذباً. فهو في يده يقول به ويعمل به ويرويه، فيقول: أنا سمعته من رسول الله (ص).

فلو علم المسلمون أنه وَهِم لم يقبلوه. ولو علم هو أنه وَهِم لرفضه.

ورجل ثالث سمع من رسول الله (ص) شيئاً أمر به، ثم نهى عنه وهو لا يعلم، أو سمعه ينهى عن شي‌ء، ثم أمر به وهو لا يعلم. فحفظ منسوخه ولم‌

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست