حديثين آخرهما حكاهما عن الخطيب، لا عن احمد وابن المغازلي، واولهما لا ربط له بما حكاه العلامة قدس سره هنا، وثانيهما مخالف له لفظاً وفي بعض الخصوصيات.

قال السيوطي نقلًا عن ابن الجوزي الخطيب: «اخبرني ابو القاسم علي بن الحسن وابن محمد بن ابي عثمان الدقاق، حدثنا محمد بن خلف المروزي، حدثنا موسى‌ بن ابراهيم المروزي، حدثنا موسى‌ بن جعفر بن محمد، عن ابيه، عن جده مرفوعاً: خلقت انا وهارون بن عمران و يحيى‌ بن زكريا وعلي بن ابي طالب من طينة واحدة- موضوع آفته محمد بن خلف».

«جعفر بن احمد بن علي بن بيان حدثنا عمر الطائي حدثنا ابي عن سفيان عن داود ابن ابي هند، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن نمير الحضرمي، عن ابي ذر مرفوعاً: خلقت انا وعلي من نور، وكنا عن يمين العرش قبل ان يخلق اللَّه آدم بالفي عام، ثم خلق اللَّه آدم فانقلبنا في اصلاب الرجال ثم جعلنا في صلب عبد المطلب، ثم شق اسماءنا من اسمه، فاللَّه محمود وانا محمد واللَّه الاعلى‌ وعلي علي- وضعه جعفر وكان رافضياً وضاعاً، فأنت ترى‌ ان هذين الحديثين غير ما حكاه المصنف رحمه الله وراويهما وهو الخطيب غير راوي اخبار المصنف قدس سره، فخان الفضل في النقل عن ابن الجوزي، ولو كان محمد بن خلف هو الراوي لحديث النور وطعن فيه ابن الجوزي لذكره السيوطي مع حديثه الاول، الاتحاد وجه الطعن وهو رواية ابن خلف له.

ويشهد لذلك ان الذهبي في «ميزان الاعتدال» ذكر بترجمة محمد بن خلف الحديث الاول مع طعن ابن الجوزي فيه، ولو كان ابن خلف راويا لحديث النور وكان ابن الجوزي قائلًا بوضعه لكان ذكر الذهبي له اولى‌ لانه ادل على‌ فضل أمير