responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام حسين عليه السلام في وجدان الفرد العراقي المؤلف : الفتلاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 26

النهضة بروحه ويتواصل مع قائدها بكثرة زيارته كما أن آثارها على مواقفه العامة اتضح مما مرّ من تضحيات قام بها الفرد العراقي منذ أن اعتنق خط الحق المتمثل بأهل البيت عليهم السلام ولا بأس أن نستعرض بعض الجوانب الأخلاقية التي أعدتها النهضة لتكون درسا كاملا لنا كأفراد ومجتمعات من عربٍ وغيرهم مسلمين وغير مسلمين، ومن هذه النداءات ما يلي:

الحياة بعز

عند الوقوف على حياة الأكابر والعظماء سيما أهل البيت عليهم السلام نرى أنفسهم مليئة بالعز نافرة من الذل، حرة كريمة لا يؤسرها شيء، بعيدة عن شبكة الشهوة حذرة من كمائن الدنيا الدنية لا ترى ثمنا لها إلا الجنة وهذا ما صرح به أبوهم أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: «ألا حر يدع هذه اللماظة لأهلها؟ أنه ليس لنفسكم ثمنا إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها»([22])، فالأحرار الذين رفضوا ربق عبودية الشهوات وتحرروا من رقها أسمى بكثير مما هو موجود في هذه الدنيا الزائلة فلذلك لا يتركوا لحظة واحدة يعيشونها خالية من العز والحرية والكرامة واذا خيروا بين وقوعهم بما يجعلهم أذلة خانعين وبين فقد النفس فإنهم لن يختاروا إلا ما تربوا عليه من عزة فيضحّوا بأنفسهم ويغادروا الدنيا أعزة كراما، وهذا ما يصرح به الإمام أبو عبدالله الحسين عليه السلام بقوله: «موت في عز خير من حياة في ذل»([23])، فهذه الفكرة والقيمة الأخلاقية التي ملأت


[22] نهج البلاغة: ج 4، ص 105.

[23] بحار الأنوار: ج 44، ص 192.

اسم الکتاب : الإمام حسين عليه السلام في وجدان الفرد العراقي المؤلف : الفتلاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست