اسم الکتاب : الامام محمد الجواد عليه السلام وآراؤه في التفسير والرواية المؤلف : الكعبي، كريم مجيد ياسين الجزء : 1 صفحة : 278
الإنسان غير مجبور ولا مفوض في
أفعاله بل أمر بين أمرين، وقالوا: إنّ الله عز وجل أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على
الذنوب ثم يعذبهم عليها، والله أعز من أن يريد أمراً فلا يكون، حيث قال الإمام الصادق عليه
السلام: «لا
جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين»([1256]).
ثامناً: في العفو
بعد القدرة
8. في قوله تعالى: {...وَأَنْ
تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى...}([1257]).
- روى الكليني بإسناده عن نجيّه
العطار([1258])،
قال: سافرت مع أبي جعفر الجواد عليه السلام إلى مكة فأمر غلامه بشيء فخالفه إلى
غيره، فقال أبو جعفر عليه السلام: «والله لأضربنك يا غلام!»، قال: فلم أره ضربه؟
فقلت جعلت فداك! إنك حلفت لتضربن غلامك فلم أرك ضربته؟ فقال: «أليس الله عز وجل يقول: {...وَأَنْ
تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى...}([1259]).
إن العفو والصفح من أخلاق أهل الجنة
ومن صفات المؤمن الصفح والعفو عمن ظلمه والتجاوز عن المسيء، هذه صفات المؤمنين
فكيف بصفات أهل البيت عليهم السلام الذين جعلهم الله رحمة للعباد، فإنهم أهل
الرحمة والصفح.فقد روي عن أهل البيت عليهم السلام روايات كثيرة امتازوا بهذه الصفة،
وبخلاف اللئام الذين يتصفون بالانتقام وطلب التشفي والمعاقبة.
[1256]
الشيخ المفيد، الاعتقادات، 29 والشيخ الصدوق، التوحيد، 362 والجزائري، نور البراهين،
2، 292 والسبحاني، العقيدة الإسلامية، 109 – 110.