اسم الکتاب : الامام محمد الجواد عليه السلام وآراؤه في التفسير والرواية المؤلف : الكعبي، كريم مجيد ياسين الجزء : 1 صفحة : 276
وأما التفسير العام لهذه الآية فقد
ذكر الطبرسي معناه بأن احتجتم إلى مالغيركم وأعجبكم أن يكون لكم مثل ما له فسألوا
الله أن يعطيكم مثل ذلك من فضله بشرط أن لا يكون فيه مفسدة لكم ولا لغيركم.
وقال سفيان بن عيينه لم يأمر بالسؤال
إلا ليعطي([1247]).
وهذا النوع من السؤال يسمى الغبطة، وهي
أن يريد من النعمة لنفسه مثل ما لصاحبه ولم يرد زوالها عنه، وهذا الأمر محمود
بخلاف الحسد لأنّ صاحبه يتمنى زوال النعمة عن صاحبها وهذا مذموم([1248]).
- روى الأربلي: قال الجواد عليه
السلام: «فساد
الأخلاق بمعاشرة السفهاء، وصلاح الأخلاق بمنافسة العقلاء، والخلق أشكال، فكل يعمل
على شاكلته، والناس إخوان، فمن كانت إخوته في غير ذات الله فإنها تحوز عداوة»([1250]).
إن الإنسان مدني بالطبع، لا يستطيع
اعتزال الناس والانفراد عنهم، لأنّ الاعتزال يشعر الإنسان بالغربة والوحشة، فلذلك
يحرص على اتخاذ الإخوان والأصدقاء ليكونوا له سنداً وعوناً في ملمات الزمان
والأحداث التي تطرأ عليه، فلذلك يجب عليه أن يتخذ من الإخوان والأصدقاء المتقين
الذين يقربونه إلى الله