المطلب الثاني: الزكاة

الزكاة في اللغة تطلق على عدة معانٍ: الطهارة، والنماء، والبركة، والمدح([957]): مثل قوله تعالى: {فَليَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا}([958])؛ أي: أطهر وقوله: {قَالَ أَقَتَلتَ نَفْسًا زَكِيَّةً...}([959]) ؛ أي: طاهرة من الذنوب، وقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}([960])؛ أي: طهّرها من الأدناس.

أخرج الروحاني بإسناده عن محمد بن المهاجر([961])، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: زكاة الأرض يبسها؛ أي: طهارة يبسها([962]).

وقول الإمام علي عليه السلام: «العلم يزكو على الإنفاق»([963])، أي ينمو، وقولهم (زكا الزرع)([964]) إذا حصل منه نمو وبركة، وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ}([965]) أي يمدحونها.

[957] ابن منظور، لسان العرب، 14، 358 وابن الأثير، نهاية اللغة، 2، 765 والراغب الأصفهاني، المفردات، 213 والرازي، مختار الصحاح، 273 والجرجاني، التعريفات، 1، 152.

[958] الكهف، 19.

[959] الكهف، 74.

[960] الشمس، 9.

[961] محمد بن إبراهيم بن المهاجر: البجلي، الكوفي، من أصحاب الصادق، محدث إمامي، حسن الحال. أنظر: الشبستري، أصحاب الصادق، 3، 24 والسيد الخوئي، معجم رجال الحديث، 15، 232.

[962] أحاديث أهل البيت عن طريق أهل السنة، 1، 13 وابن منظور، لسان العرب، 14، 358 وابن الأثير، نهاية اللغة، 2، 765 والطريحي، مجمع البحرين، 2، 284 والشوكاني، نيل الأوطار، 1، 52 وسيد سابق، فقه السنة، 1، 30.

[963] صبحي الصالح، شرح نهج البلاغة، 685 ومحمد الشافعي، مطالب السؤول في مناقب الرسول، 245.

[964] الراغب الأصفهاني، المفردات، 213.

[965] النساء، 49.