اسم الکتاب : الامام محمد الجواد عليه السلام وآراؤه في التفسير والرواية المؤلف : الكعبي، كريم مجيد ياسين الجزء : 1 صفحة : 106
له شريكا وصاحبة؟
2. أخرج الصفار بإسناده عن جعفر بن محمد
الصوفي([417])
قال:
(سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليه
السلام وقلت له: يابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لم سُمِّي النبي الأميّ؟
قال:
«ما يقول الناس؟»، قال: قلت له: جعلت فداك
يزعمون أنّما سمّي النبي الأميّ لأنه لم يكتب، فقال: «كذبوا عليهم لعنة الله أنّى يكون ذلك، والله
تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ
فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ
مُبِينٍ}([418])، فكيف كان يعلمهم ما لا
يحسن؟ والله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ ويكتب باثنين وسبعين
أو بثلاثة وسبعين لساناً، وإنما سميّ بالأمي لأنه كان من أهل مكة، ومكة من أمهات القرى،
وذلك قول الله تعالى في كتابه: {...وَلِتُنْذِرَ أُمَّ القُرَى
وَمَنْ حَوْلَهَا...}([419]))([420]).
بيَّن الإمام الجواد عليه السلام في
تفسير هذه الآية معنى الأمية بآية أخرى من القرآن الكريم واستطاع بذلك أن يفسر
الآيتين الواحدة بالأخرى، ومن خلال هذه النماذج أعطى الإمام الجواد عليه السلام صورة
مصداقية لفهم المصطلحات والمفاهيم القرآنية من خلال القرآن نفسه.