responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 72

دعوة معاوية إلى الصلح.

فقد روى ابن الأثير ([200]) جاء في الخطبة أنّه قال " إنا والله ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم، وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر، فسلبت السلامة بالعداوة، والصبر بالجزع، وكنتم في منتدبكم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم، فأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم، ألا وإنّا لكم كما كنا، ولستم لنا كما كنتم، ألا وقد أصبحتم بين قتيلين: قتيل بصفين تبكون له، وقتيل بالنهروان تطلبون بثأره، فأما الباقي فخاذل، وأما الباكي فثائر ([201])، ألا وإن معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة، فإن أردتم الموت رددناه عليه، وحاكمناه إلى الله - عز وجل - بظبا السيوف، وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضا، فناداه القوم من كل جانب: البقية البقية، فلما أفردوه أمضى الصلح ".

وهكذا جرت مفاوضات قصيرة بين الطرفين اتفقا فيها على إيقاف القتال وتسليم الأمر إلى معاوية وفق شروط اشترطها الإمام الحسن عليه السلام وقد جاء في الروايات التاريخية ما نصه: " أرسل معاوية... إلى الحسن بصحيفة بيضاء، مختوم على أسفلها، وكتب إليه أن اشترط في هذه الصحيفة التي ختمت أسفلها ما شئت فهو لك " ([202]).



[200] أسد الغابة، ج2، ص19؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج13، ص268؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج75، ص107، وج44، ص22.

[201] ولعل الصحيح مارواه الديلمي (فأما الباكي فخاذل وأما الطالب فثائر)، الديلمي، الحسن بن أبي الحسن (من أعلام القرن الثامن الهجري)، أعلام الدين في صفات المؤمنين، تحقيق: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ط2، (مؤسسة آل البيت لإحياء التراث: 1988م)، ص292ـ 293.

[202] الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج5، ص162.

اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست