responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 358

المناصب السياسية في الدولة والاعتماد عليهم اعتماداً كبيراً في الشؤون العسكرية ويعد المعتصم " أول خليفة أدخل الأتراك الديوان " ([1054]).

إنّ اهتمام المعتصم بشراء الأتراك واستقدامهم إلى بغداد لا لكونهم قد ناصروا العباسيين في ثورتهم، وعاضدوهم على توطيد أركان ملكهم كما فعل الفرس، خصوصاً في عهد أخيه المأمون الذي اعتمد عليهم في الإطاحة بخلافة أخيه الأمين، ولا لكونهم أفضل من غيرهم في العلم والذكاء والكفاءة العسكرية والبأس الشديد وإنما لنزوة ٍ نفسية خاصة عند المعتصم في ميله إليهم وتفضيلهم على من سواهم من المسلمين، بسبب خؤلتهم له باعتبار أن أمه ماردة تركية النسب.

يقال إن! سبب استقدام المعتصم للأتراك هو أن أمه كانت من تلك الأصقاع التركية، فقد كانت من السغد ([1055]) واسمها ماردة، وكان في طباعه كثير من طباع هؤلاء الأتراك ([1056]).

وقد ابتدأ المعتصم باستقدام الأتراك من سمرقد ونواحيها حينما كان ولياً للعهد في زمن أخيه المأمون وقد صرح بذلك الحميري ([1057]).

ولم يسلم العلويون من بطش المعتصم فقد روي أنه اغتالَ محمد بن عبد الله ابن الحسن حينما كان ولياً للعهد بشربة مسمومة لا لشيء سوى أنه أظهر أمامهُ


[1054] السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص335.

[1055] السغد: ناحية كثيرة المياه نضرة الأشجار متجاوبة الأطيار مؤنقة الرياض والإزهار ملتفة الأغصان خضرة الجنان تمتد مسيرة خمسة أيام لا تقع الشمس على كثير من أراضيها ولا تبين القرى من خلال أشجارها، وفيها قرى كثيرة بين بخارى وسمرقند، وقصبتها سمرقند. الحموي، معجم البلدان، ج2، ص222.

[1056] الكثيري، محمد، السلفية بين أهل السنة والإمامية، (دار الغدير: بيروت، 1997م)، ص112.

[1057] للتفاصيل ينظر: الروض المعطار في خير الأقطار، ص300.

اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 358
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست