وحبس عبد الله بن الحسين بن عبد الله
بسر من رأى في فترة خلافته حتى مات في حبسه لكونه أمتنع من لبس السواد ([1059]).
وقد روى عدد من المؤرخين أن المعتصم
أمر زوجة الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام أم الفضل بنت المأمون باغتيال الإمام
عليه السلام فدست له السم فمات بفعل ذلك ([1060]).
وهذه الحوادث في التخلص من العلويين
تدل على أن المعتصم كان شديد الكره لهم وقوي السطوة عليهم لذا آثر الكثير منهم
الركون إلى الهدوء والتواري عن الأنظار حتى يؤمنوا من الطلب ولم يشهد عصره ثورة
علوية إلا خروج محمد ابن القاسم بن علي الحسيني([1061]) ووثوبه
على سلطان المعتصم في الطالقان سنة 219هـ / 834م.
وكان السبب في خروجه أنه أخافه
المعتصم حينما كان في الكوفة " فلما خاف على نفسه هرب فصار إلى خراسان " ([1062]).
فأظهر أمره هناك في مدينة الطالقان
وشرع في الدعوة (للرضا من آل محمد)
[1058] أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص461.
[1059] أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص473.
[1061] محمد بن القاسم الحسيني: هو محمد بن القاسم بن
علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ويكنى بأبي جعفر، اشتهر بعلمه
وفقهه وحسن إيمانه، وكان يدعو إلى التوحيد كان يلقب بالصوفي لأنه كان يرتدي الصوف
الأبيض على الدوام. ينظر: أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص464ـ 465.