اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد الجزء : 1 صفحة : 356
شخصيٌ منهما رغبة في إعادة الحق
المغتصب من قبل العباسيين إلى البيت العلوي ولكنه اجتهاد خاطئ إذ لم تمضِ على
ولاية العهد سوى أعوام قليلة حتى تكشفت نوايا المأمون الخبيثة فقرر التخلص من الإمام
الرضا عليه السلام عند قدومه إلى بغداد بعد أن أخبره الإمام عليه السلام بما كان
يستر عنه الفضل بن سهل من الفتنة التي أصابت أهل العراق بعد مقتل الأمين والخراب
والدمار الذي خيّم على بغداد إثر الصراع الدائر بين الموالين له والموالين لعمه
إبراهيم بن المهدي الذي بويع بالخلافة من قبل العباسيين فيها بعد خلع المأمون.
فقد أعلم الإمام الرضا عليه السلام المأمون
" أن الفضل
قد كذبه وغشه وأن الحرب قائمة بين إبراهيم والحسن بن سهل وأن الناس ينقمون عليك
مكانه ومكان أخيه ومكاني ومكان بيعتك لي من بعدك " ([1047]).
فلما تحقق المأمون من تلك الأخبار
قرر الرحيل من بغداد مصطحباً معه الفضل بن سهل والإمام الرضا عليه السلام "
ثم ارتحل من مرو فلما أتى سرخس شد قوم على الفضل بن سهل وهو في الحمام فضربوه
بالسيوف حتى مات"([1048]).
وقد أشارت المصادر التاريخية أن
هذا الاغتيال للفضل بن سهل قد كان بتدبير من المأمون، فلما وصل المأمون إلى طوس
قرر التخلص من الإمام الرضا عليه السلام فدس له سماً في شراب الرمان([1049]) وقيل في عنب فمات منه عليه السلام([1050]).
إنّ هذه الجريمة التي أقدم عليها المأمون من اغتياله
للإمام الرضا
عليه السلام