responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 355

السلام في قبولهِ لولاية العهد أو أخذ الإذن منه بقبول التولية من قبل العباسيين والاشتراك في الصراع الدائر بينهم على الزعامة الدنيوية.

ودعوته للإمام الرضا عليه السلام من بعد المأمون لا تشفع له في اتخاذ القرار الصائب، وذلك لأنّ الإمام الرضا عليه السلام قد صرح في مناسبات متعددة لمن سأله عن السبب في قبول ولاية العهد أنه ما كان يرغب في ذلك وأن قبولها كان قبولاً ظاهرياً حينما هدده المأمون بالقتل فقبلها مكرهاً.

فقد روي عن الريان بن الصلت، قال:" دخلت على علي بن موسى الرضا عليهما السلام فقلت له: يا بن رسول الله الناس يقولون: إنك قبلت ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا؟ فقال عليه السلام: قد علم الله كراهتي لذلك، فلما خيرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل، ويحهم! أما علموا أن يوسف عليه السلام كان نبياً ورسولاً دفعته الضرورة إلى تولي خزائن العزيز قَالَ {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} ([1045]) ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكراه وإجبار بعد الإشراف على الهلاك، على أني ما دخلت في هذا الأمر إلا دخول خارج منه فإلى الله المشتكى وهو المستعان" ([1046]).

وخلاصة القول إنّ الإمام الرضا عليه السلام لم يكلف أحداً في الدعوة إليه وحمل الناس طوعاً وكرهاً على مبايعته حتى يكون متورطاً في تلك الدماء التي سفكت على تثبيت سلطان المأمون وولاية العهد بل إنّ هذا كان من تدبير المأمون وتكالباً من العباسيين على الزعامة وأنّ ما قام به العباس بن موسى من القبول بولاية الكوفة ومن قبله إبراهيم بن موسى من القبول بولاية اليمن اجتهادٌ



[1045] سورة يوسف، آية: 55.

[1046] الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج2، ص151.

اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 355
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست