responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 354

رؤسائها وأهل النفوذ فيها فقد تقاعسوا عن نصرته وسئموا من استمرار القتال واستاءوا من الخراب الذي حل في أزقة الكوفة فجاءوا إلى العباس وقالوا له: "فاخرج من بين أظهرنا...لا حاجة لنا فيك " ([1044]).

موقف الإمام الرضا عليه السلام من حركة العباس بن موسى

لم يحظَ تحرك العباس بن موسى وعلي بن محمد بن جعفر وأبي عبد الله أخي أبي السرايا في الكوفة بأي دعمٍ أو تأييد من قبل الإمام الرضا عليه السلام وإن كانوا يدعون الناس لمبايعته بولاية العهد وذلك لما ذكرناه فيما سبق من أن الإمام إنّما قبل بولاية العهد على أن لا يكون له من الأمر شيء، والسبب الذي دفع بالإمام لاتخاذ هذا الموقف هو أن المأمون العباسي أراد إضفاء صفة الشرعية على خلافتهِ بوجه خاص وخلافة العباسيين بوجه عام إذ إنّها من ضمن الأمور التي توخاها المأمون من ولاية العهد ولكن الإمام الرضا عليه السلام أفرغ ولاية العهد من محتواها الحقيقي وجعلها مجرد تسمية فقط وأفشلَ طموح المأمون في اكتساب الشرعية لنظام الحكم القائم، فلو أن الإمام الرضا عليه السلام قبل بولاية العهد قبولاً جدياً لكان هذا إقرارٌ منه بأحقية المأمون والعباسيين بالخلافة مع أن أئمة أهل البيت عليهم السلام لم يعهد عنهم أنهم أقروا بأحقية أحد بخلافة المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام وبذلك يكون موقف الإمام الرضا عليه السلام مبايناً لما قام به العباس بن موسى ومن معه في دخولهم في طاعة المأمون والقتال تحت رايته، لأن ذلك يعد إقراراً منهم بشرعية خلافته، كما أن العباس لم يحاول أن يستطلع رأي الإمام عليه



[1044] الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج8، ص561.

اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 354
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست