المنكر تلك المبادئ الإسلامية العليا.

فلما استشهد أبوه لم يبقَ معه من أهل الكوفة سوى عشرة من أصحابه فقرر الخروج من الكوفة والتوجه نحو كربلاء([543])، وكان يوسف بن عمر والي العراق يجدُّ في طلبه حتى وصل إلى المدائن وكانت آنذاك طريق الناس إلى خراسان فبلغ يوسف بن عمر الثقفي خبره فسرح في طلبه حريث بن أبي الجهم الكلبي وقد نفذ يحيى الطلبة حيث انتقل يحيى إلى الري ولم يتمكن حريث من إلقاء القبض عليه([544]).

وظل يحيى عليه السلام ينتقل بين المدن حتى وصل إلى خراسان فاستقر في مدينة سرخس([545]) وأقام فيها ستة أشهر عند يزيد بن عمر ثم بعد ذلك توجه إلى بلخ([546]) فنزل في دار الحريش بن عمرو بن داوود([547]) ([548]).ولعل سبب توجه يحيى إلى خراسان لكون أهلها من الموالين لأبناء علي بن أبي طالب عليه السلام فلذا تعتبر فيها قاعدة شعبية تمكن من يرُوم الثورة على بني

[543] ينظر ملحق رقم (5) مخطط يبين مسير يحيى بن زيد منذ خروجه من الكوفة وحتى استشهاده في الجوزجان.

[544] الهاروني، الإفادة في تاريخ الأئمة السادة، ص16.

[545] سرخس: مدينة قديمة من نواحي خراسان كبيرة واسعة وهي بين نيسابور ومرو في وسط الطريق، بينها وبين كل واحدة منهما ست مراحل.ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج3، ص208.

[546] بَلْخ: مدينة مشهورة بخراسان من أجلها وأشهرها ذكراً وأكثرها خيراً بينها وبين ترمذ اثنا عشر فرسخاً. ويقال لجيحون نهر بلخ. ينظر: اليعقوبي، أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب المعروف ابن واضح (ت292هـ)، كتاب البلدان، (دار إحياء التراث العربي: بيروت، 1988م)، ص55.

[547] الحريش بن عمرو بن داود: لم أجد له ترجمة.

[548] الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج8، ص228؛ الهاروني، الإفادة في تاريخ الأئمة السادة، ص16؛ الجد، حيدر، مرقد شهيد الجوزجان يحيى بن زيد بن علي، مجلة ينابيع، النجف، العدد الثاني والعشرون، 2008م، ص 56.