responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 169

وإنّ المختار قد صرح لأصحابه بخذلان ابن الأشتر له حينما علم بقدوم جيش مصعب للقضاء عليه إذ خطب في أصحابه قائلاً: "أما بعد يا أهل الكوفة! فإن أهل مصركم الذين بغوا عليكم، وقتلوا ابن بنت نبيكم الحسين بن علي، قد كانوا لجأوا إلى أمثالهم من الفاسقين، فاستعانوا بهم عليكم، لما علموا أن ابن الأشتر خذلني وقعد عن نصرتي، وقد بلغني أنهم خرجوا من البصرة بالجيش إلى قبلكم، وإنما يريدون قتلي ليضمحل الحق، وينتعش الباطل، ويقتل أولياء الله"([463]).

ولم يئس المختار من قدوم ابن الأشتر لنصرته وظل يحدوه الأمل في ذلك لكونهما قد تحالفا معاً للقضاء على أعداء آل البيت عليهم السلام من الأمويين والزبيريين، فبعث بكتاب إثر كتاب إلى ابن الأشتر يطلب منه القدوم لنصرتهِ ولكن ابن الأشتر لم يستجب إلى ذلك.

ونزل بالمختار أمر عظيم من قتل أصحابه، وأيقن بالهلكة، ولم يجد بداً من تشجع، وكتب إلى إبراهيم بن الأشتر كتاباً بعد كتاب يسأله المسير إليه فلم يفعل([464]).

واشتد الحصار على المختار وأصحابه في القصر لما منع أصحاب مصعب ما يصل لهم من الغذاء والماء حتى كادوا أن يهلكوا من العطش فلما رأى المختار ذلك ويئس من قدوم ابن الأشتر عزم على الخروج للقتال والموت بكرامة قائلاً: لأصحابه وهو خارج إلى القتال: إنّ الحصار لا يزيدنا إلا ضعفاً، فانزلوا بنا نقاتل



[463] المصدر نفسه، ج6، ص286.

[464] ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج6، ص287.

اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست