responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 170

حتى الليل ونموت كراماً([465]).

ولكن أصحابه لم يستجيبوا إلى دعوته وفشلوا وتخاذلوا عن نصرته ثم إنّ المختار أزمع على الخروج للقوم بعد أنّ رأى قد دب الضعف في نفوس أصحابه من الفشل ثم خرج في تسعة عشر رجلاً فيهم السائب بن مالك الأشعري فقال لهم أتؤمنوني وأخرج إليكم فقالوا لا إلا على الحكم فقال لا أحكمكم في نفسي أبداً فضارب بسيفه حتى قتل ([466]) فاحتز رأسه وبعث به إلى عبد الله بن الزبير في مكة.

وهكذا انتهت ثورة المختار التي سارت في ركب ثورة الإمام الحسين عليه السلام بعد تحقيق هدفها الرئيس وهو الاقتصاص من قتلته عليه السلام.ولم يكن ظهور المختار وإعماله السيف فيمن اشترك في دماء الحسين عليه السلام ودماء آل بيته وأنصاره ظهوراً عفوياً وإنما كان استجابة من الله تعالى لدعاء الإمام الحسين عليه السلام الذي دعا به على تلك الجيوش المحتشدة لقتاله حيث قال: " اللهم احبس عنهم قطر السماء، وابعث عليهم سنين كسني يوسف، وسلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبرة، ولا يدع فيهم أحداً إلا (قتله) قتلة بقتلة، وضربة بضربة، ينتقم لي ولأوليائي وأهل بيتي وأشياعي منهم " ([467]).وقد نال المختار المدح والثناء من قبل العلويين بالخصوص والهاشميين بالعموم في الحياة والممات لما قام به من شفاء غليل صدور الهاشميين بالانتقام من أعدائهم.فقد روى الكشي عن عمرو بن علي بن الحسين، " أن علي بن الحسين عليه السلام لما أتي برأس عبيد الله بن زياد ورأس عمر بن سعد، قام: فخر ساجداً



[465] ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص317.

[466] الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج6، ص107.

[467] الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج2، ص18؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج45، ص10.

اسم الکتاب : الثورات العلوية في مرويات المؤرخين المسلمين حتى نهاية العصر العباسي الاول المؤلف : عباس، مريم رزوقي وليد    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست