ذلك فعقد إلى أحمر بن سليط ([455]) في ستين ألف رجل من أصحابه، وأمره أن يستقبل القوم، فيناجزهم الحرب فسار أحمر بن سليط في الجيوش حتى وافى المذار([456]).وسار مصعب بن الزبير بجماعة أهل البصرة نحو المذار، وزحف الفريقان، بعضهم إلى بعض، فاقتتلوا، فانهزم أصحاب المختار، واستعر القتال فيهم، ومضوا نحو الكوفة، واتبعهم مصعب يقتلهم في جميع طريقه، فلم يفلت منهم إلا القليل وبلغ المختار مقتل أصحابه، فنادى في بقية من كان معه من جنوده، فقواهم بالأموال والسلاح، وسار بهم من الكوفة مستقبلاً لمصعب بن الزبير، فالتقوا بنهر البصريين، فاقتتلوا، فقتل من أصحاب المختار مقتلة عظيمة، وقتل محمد بن الأشعث ([457])، وقتل عمر بن علي بن أبي طالب، عليه السلام وانهزم المختار حتى دخل الكوفة، وتبعه مصعب، فدخل في أثره ([458])، وتحصن المختار في قصر الإمارة، فأقبل مصعب حتى أناخ عليه، وحاصره أربعين يوماً وبحسب رواية الطبري دام الحصار أربعة أشهر ([459]).

سرّع هذا الحصار في إنهاء حكومة المختار ولكن لم يكن هو السبب الرئيس للقضاء عليها فقد كان السبب

[455] أحمر بن سليط: لم أجد له ترجمة.

[456] المذار: في ميسان بين واسط والبصرة وهي قصبة ميسان، بينها وبين البصرة مقدار أربعة أيام. ينظر: الحموي، معجم البلدان، ج5، ص38.

[457] محمد بن الأشعث: بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندي بن عفير وأمه أم فروة بنت أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم يكنى أبا القاسم توفي سبع وسبعين.ينظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج5، ص48؛ ابن حجر، الإصابة، ج6، ص258ومابعدها.

[458] الدنيوري، الأخبار الطوال، ص305ـ 307.

[459] الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج6، ص34.