العصابة على تصحيح ما يصح عنه، والإقرار له بالفقه في آخرين». وهؤلاء هم أهم أعلام الفقهاء الرواة في هذا العصر الشريف ويونس بن عبد الرحمن مولى لعلي بن يقطين (تـ208هـ). قال النجاشي في (الرجال 2/420): «كان وجهاً في أصحابنا، مقدماً عظيم المنزلة، ولد في أيام هشام بن عبد الملك، ورأى جعفر بن محمد عليه السلام بين الصفا والمروة، ولم يروِ عنه. وروى عن أبي الحسن موسى، والرضا عليهما السلام وكان الرضا يشير إليه في العلم والفتيا».

وقد سأل عبد العزيز بن المهتدي الرضا فقال: إني لا أقدر على لقائك في كل وقت فعمن آخذ معالم ديني؟ (فقال): «خذ عن يونس بن عبد الرحمن» هذه منزلة عظيمة وغيرهم كثيرون.

الدور العلمي والفقهي ليونس بن عبد الرحمن كنموذج

إنّ الملاحظ للأخبار الواردة في شأن يونس بن عبد الرحمن يدرك بوضوح ما كان يتمتع به من منزلة علمية رفيعة ومرموقة ميّزته عن باقي أقرانه من أصحاب الأئمة عليهم السلام على ما تشير إليه عبارة الكشي الآتية.

وتشير بعض النصوص إلى أنّه كان صاحب مدرسة وله أتباع عرفوا بمتابعته والتتلمذ عليه حتى أنهم نسبوا إلى اسمه فيقال لبعضهم اليونسي كما في محمد بن عيسى ويحيى بن عمران الهمداني والعباس بن محمد الوراق، أو أنه من أصحاب يونس كما ورد في الخليل والد الفضل بن شاذان.

قال السمعاني: وأمّا اليونسيّة فطائفة من غلاة الشيعة نسبوا إلى يونس بن عبد الرحمن([137]).

[137] أنظر اختيار معرفة الرجال 2: 779 ورجال الطوسي: 435 ورجال النجاشي 306 نقلاً عن مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام: العدد 21، ص 216.