التي يعقدها له المأمون لمناظرة العلماء، فعن أبي الصلت الهروي، قال: «ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا، ولا رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتي. ولقد جمع المأمون في مجلس له عدداً من علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين، فغلبهم عن آخرهم، حتى ما بقي منهم أحد إلاّ أقرّ له بالفضل، وأقرّ على نفسه بالقصور»([135]).

الثالث: التربية العلمية

وقد سجل تاريخ الرجال عدداً كبيراً من أسمائهم - العلماء الفقهاء الذين تخرجوا على يدي الإمامين الكاظمين - ومن أبرزهم: الرواة الذين أجمع الأصحاب على فقاهتهم وتوثيقهم وهم الذين ذكرهم الكشي في رجاله حيث قال: «تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم (الكاظم عليه السلام ) وأبي الحسن (الرضا عليه السلام ): اجتمع (أو أجمع) أصحابنا على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم، وأقروا لهم بالفقه والعلم، وهم ستة نفر آخر، دون الستة النفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله (الصادق عليه السلام ). منهم يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى بيّاع السابري ومحمد بن أبي عمير وعبد الله بن المغيرة والحسن بن محبوب، وأحمد بن محمد بن أبي نصير، وقال بعضهم: مكان الحسن ابن محبوب الحسن بن علي بن فضال وقال بعضهم: مكان فضالة: عثمان بن عيسى. وأفقه هؤلاء: يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى»([136]). وقال المامقاني في تنقيح المقال (3/757): إنّه (يونس بن عبد الرحمن) خاصة الخاصة، أجمعت

[135] تاريخ الإسلام: ج3، ص107، 182.

[136] انظر: معالم المدرستين، العسكري، ج3، ص298، وأدوار الفقه الإمامي للسبحاني، ص47، 5 ومصادر السنة الشريفة، ص31، وتاريخ التشريع الإسلامي للفضلي، ص160.