responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 90

وقد كان الأئمة عليهم السلام يشيرون إلى فضله ومنزلته ويرجعون أصحابهم إليه تعويلاً على مقامه وقدرته العلمية.

فقد روى عبد العزيز بن المهتدي - وكان وكيلاً للرضا عليه السلام - وخاصته - أنّه سأل الإمام عليه السلام عمّن يأخذ معالم دينه إذا لم يقدر على لقائه، فقال: خذ عن يونس بن عبد الرحمن([138])، وهذه منزلة عظيمة كما يصفها النجاشي، وهي تستدعي التأمل من جهات:

الأولى: كون السائل من وكلاء الأئمة عليهم السلام وخاصتهم، ولم يكن شخصاً عادياً.

الثانية: إنّ السؤال لم يكن عن خصوص مسائل الحرام والحلال في الشريعة بل عن مطلق معالم الدين.

الثالثة: إنّ التعبير بـ(معالم الدين) له دلالته الخاصة، فليس السؤال عن مسائل متفرقة عن أمر الدين؛ بل عن معالمه؛ والخطير من مسائله فروعاً وأصولاً، مما لا يسوغ لكل أحد الخوض فيه والحديث عنه، سيما في تلك الفترة التي انتشرت فيها المذاهب والآراء.

لا شك أنّ هذه المنزلة إن لم نقل إنّها منقطعة النظير في أصحاب الأئمة عليهم السلام فهي نادرة وعزيزة لأنّها تعبّر عن مرجعية مطلقة منحها الإمام ليونس بن عبد الرحمن.

ولم تكن المنزلة لتخفى على أحد في الأوساط العلمية آنذاك، بل كانت


[138] المصدر السابق.

اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست