العلماء حيث نرى كتب المحقق الآبي، وفخر المحققين (ولد العلامة) كتباً متميزة في الفقه المقارن حيث قارنوا بين آراء علماء الشيعة وأعملوا فيها النقد والإبرام مكان آراء علماء السنة.

المجال الثاني: في أصول الفقه

ونلاحظ في هذه المرحلة ما قام به المحقق الحلي في هذا المجال من تأليفه لكتابين في أصول الفقه وهما (المعارج) و(النهج) وذلك ليواصل مسيرة التطوير والتنمية في مناهج الفقه الإمامي والفكر الأصولي، وقام بتجلية وتنقيح القواعد الأصولية. وهذا الاهتمام الجاد بعلم الأصول أدى إلى تنقيح مباحثه، وإعادة النظر في تنظيمها، والاستقلال في طرح المسائل الأصولية، بنحو مبتكر متميّز ليبتعد بذلك عن طريق المحاكاة للمباحث الأصولية عند العامة.

وانعكس هذا الاهتمام على ميدان البحث والدرس الأصولي، إذ نجد العلامة الحلّي وهو من تلامذة المحقق قد ألف أكثر من مؤلف أصولي وفي مستويات علمية مختلفة كـ(غاية السؤول) و(نهاية الوصول) و(تهذيب طريق الوصول) و(مبادئ الوصول) وغيرها. وكانت كلها محور البحث والدرس وقامت بدور كبير في نشر الفكر الأصولي وتركيز قواعده، وأثمر هذا الاهتمام بعلم الأصول نمواً كمياً ونوعياً في بحوث ومسائل هذا العلم. فلو وازنّا بين ما دونه المحقق في (المعارج) والعلامة في (نهاية الأصول..) مع ما دونه المرتضى والطوسي في (الذريعة) و(العدّة) لكان الفرق بارزاً وواضحاً وهو معلم من معالم المرحلة. وكان لكتب المحقق والعلامة الدور الكبير في مجال الاستنباط والاستدلال ونشر الفكر الأصولي كما قد أشرنا إلى ذلك في محله.