ومن حيث حجم البحوث الفقيه وتنوعها واستيعابها، إلى جانب التهذيب للمباحث الفقهية الموروثة. ويلمس الباحث لهذه الخصوصية في الموسوعات الفقهية التي دونها العلاّمة الحلي رحمه الله من قبيل: المختلف، والتذكرة، والمنتهى وغيرها، كما نلاحظ ذلك في الآثار العلمية لعلماء هذه المرحلة.

4- تطور الفقه المقارن

فقد تطور في هذه المرحلة الفقه المقارن تطوراً ملحوظاً سواء من حيث كيفية العرض أو من حيث المحتوى العلمي والاستدلالي. فقد كتب العلامة الحلي (أعلى الله مقامه) عدة مستويات من الفقه المقارن وكوَّن مجموعة فقهية متكاملة في الفقه المقارن.

أ- كتاب مختلف الشيعة إلى أحكام الشريعة.

ب - كتاب تذكرة الفقهاء.

ج - منتهى المطلب في تحقيق المذهب.

وقد أشرنا إليهم جميعاً فيما تقدم ويبدو أن سبب ظهور هذه الكتب وأمثالها في الفقه المقارن في هذه المرحلة هو البعد النسبي عن عصر المعصومين، حيث ظهرت الاختلافات بين علماء الشيعة في حدود الأدلة وخاصة الروائية منها والتي يستند إليها في الاستنباط الفقهي من حيث دلالتها وسندها. كذلك بروز مسائل وحالات مستحدثة تستوجب الإجابة عنها على ضوء القواعد العامة، فمن الطبيعي أن يبادر العلماء من أمثال العلامة إلى إغناء مجال البحث والاستنباط الفقهي بمثل هذه المؤلفات القيمة، ولم تتوقف عملية التأليف في الفقه المقارن عند حدود تأليفات العلامة الحلي وإنما سار على نفس الطريقة من بعده، جملة من