responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 191

الطريقة معهودة من قبل».. يقول في مقدمته: «فإني لا أزال أسمع بمعاشر مخالفينا من المتفقهين والمنتهين إلى علم الفروع يستحقرون فقه أصحابنا الإمامية ويستهزؤون... إلى أن قال: وهذا جهل منهم بمذهبنا، وقلة تأمل لأصولنا ولو نظروا في أخبارنا وفقهنا لعلموا أن جل ما ذكروه من المسائل موجود في أخبارنا، منصوصٌ عليه تلويحاً عن أئمتنا.. ثم قال في آخر كلامه: فعدلت إلى عمل كتاب يشتمل على عدد يجمع كتب الفقه التي فصلها الفقهاء وهو نحو من ثلاثين أو ثمانين كتاباً، أذكر كل كتاب منه على غاية ما يمكن تخليصه من الألفاظ»([251]).

ونلمس أثر تربيته في تلامذته، فما تمتع به من عناية تربوية فهو عندما يحاضر لا يكتفي بإلقاء الموضوع أو عرضه فقط، وإنما كان يهيئ من تلامذته مشاركين يجاولونه ميدان التفكير والتحقيق مما جعله يفرض احترامه - بصفته عالماً - فرضاً، وبخاصة في مجالات الفقه والحديث، الذي أضفى عليه هالة من التقديس لمنهجه الفقهي ولطريقته في الحديث والرجال، ولآرائه من قبل تلامذته تقديساً بلغ حد عدم الجرأة على مخالفة طريقته وآرائه فـ«قد قيل: إنّ كتبه المعروفة في الفقه والحديث لعظم مكانتها خدرت العقول وسدت عليها منافذ التفكير في نقدها قرابة قرن».. وقيل إنّهم لقبوا بـ(المقلدين) نظراً لالتزامهم منهج الشيخ الطوسي وعدم خروجهم على آرائه.

واستمر هذا الجمود في الذهنية الفقهية بعد الشيخ الطوسي والذي كاد أن ينتهي إلى غلق باب الاجتهاد عند الإمامية حتى أيام (الشيخ محمد بن إدريس الحلي) صاحب كتاب (السرائر) الذي التفت إلى ذلك فشن حملة من النقد العنيف


[251] المبسوط، للشيخ الطوسي، المقدمة، ص 2.

اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست