responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 167

ولقد أضفى الشيخ المفيد بكتابه هذا ثوباً جديداً على الفقه الإمامي، إذ أخرجه من نطاق النصوص الضيق، كما حدّده بقواعد لها رصيد من الكتاب والسنة، رافضاً القواعد التي لا تنبع منهما كالقياس والاستحسان، وكأنّه تبع في ذلك - أي في مراعاة القواعد المرضية عند أهل البيت - ابن أبي عقيل، الذي كان يطريه، ويثني كثيراً على شخصيته وعلى منهجه الفقهي. وقد شرح تلميذه الشيخ الطوسي كتاب (المقنعة) بشرح كبير في كتابه الكبير (تهذيب الأحكام). وللشيخ المفيد آثار فقهية أخرى كثيرة وحتى في غير الفقه كالكلام والتفسير والأصول وقد ذكر جلها الشيخ النجاشي في ترجمته لأستاذه المفيد وكذلك الشيخ الطوسي في فهرسته ذكر أغلب آثاره ومصنفاته.

دراسة وتقييم البصمات التي تركها المفيد على الفقه الإمامي:

نحل الشيخ المفيد للفقه الإمامي منهجية موضوعية بعيدة عن الجمود والتزمت الذي كان عليه المحدثون، وعن الأساليب التي كانت على الخلاف من أصول أئمة أهل البيت عليهم السلام كالعمل بالقياس والاستحسان وغيرهما، ففي هذا الجو المشحون بالتفريط والإفراط أخذ الشيخ بزمام الفقه ونفض عنه غبار الجمود وجعله في منحى التكامل والازدهار. فبينما تجد أنّه كان يندد بكل محدث لا يأبه بما أخذ وعمّن أخذ ويعمل بخبر الواحد دون اكتراث في جميع المجالات، كان يندد أيضاً بمن يحاول تبسيط الفقه وفق القياس والاستحسان، وبذلك أثبت الهوية الفكرية والفقهية للشيعة الإمامية وحدد معالمها بعد ما تعرّض الفقه لمنعطفات حرجة كادت تقوّض كيانه.

ولهذا جمع أمره وحشد كل ما يملك من طاقات فكرية وقيادية للقيام بالمهمة

اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست