البحث عن الأصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى»([215]).

ويصفه العلامة الحلي بقوله: «فقيه ثقة متكلم، له كتب في الفقه والكلام، منها (المتمسك بحبل آل الرسول) كتاب مشهور عندنا، ونحن نقلنا أقواله في كتبنا الفقهية، وهو من جملة المتكلمين وفضلاء الإمامية»([216]). وكان عبقرياً ومحل اعتراف وتقدير من الحواضر العلمية وعامة الناس في عصره، وإن الشيخ جعفر بن محمد ابن قولويه - كبير علماء قم وأستاذ المفيد - كتب إلى ابن أبي عقيل يستجيزه رواية كتبه وعلمه فأجازه، وكان ابن قولويه يعتز بهذه الإجازة([217])، وكان ابن أبي عقيل أول من طرح مسألة (عدم انفعال الماء القليل) وتبعه على ذلك آخرون وله فتاوى غريبة نقلها العلماء في كتبهم وخاصة العلامة الحلي، وأخص بالذكر كتاب (المختلف) للعلامة الحلي، وأخيراً قام مركز المعجم الفقهي في مدينة قم باستخراج آرائه من الكتب الفقهية المتوفرة وإيداعها في مجلد واحد، طبع في سنة (1413 هـ) تحت عنوان «حياة ابن أبي عقيل وفقهه»([218]). وهو من طبقة الكليني، لأن ابن قولويه تلميذ الكليني ينقل عنه بالإجازة كما قدمنا أعلاه، وقد أدرك العماني رضي الله عنه زمان (السمريّ) آخر السفراء وعاصر الصدوق الأول فضلاً عن الكليني. وسيرته مكتنفة بالغموض فلم يعثر على أساتذته وتلاميذه، ومن مبانيه عدم الأخذ بخبر الواحد ولا يعمل إلاّ بالأخبار المتواترة إلا أنه كالمفيد والمرتضى يدّعي التواتر كثيراً في ما لا تواتر فيه.

[215] الفوائد الرجالية: ج 2، ص 220.

[216] خلاصة الأقوال: العلامة، ص 101.

[217] انظر أعلام الفقهاء والمحدثين، ص194.

[218] انظر تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره، جعفر السبحاني، 243.