وهذا العلم هو أول من أدخل الاجتهاد بشكله المعروف إلى الأبحاث العلمية وصنف كتاب (المتمسك بحبل آل الرسول) وهذا الكتاب كان في القرنين الرابع والخامس من أهم المراجع الفقهية عند الشيعة، وهو أول من حرر المسائل الفقيهة وذكر لها الأدلة وفرع عليها الفروع في ابتداء الغيبة الكبرى([212]).

وقد أثنى الشيخ المفيد على كتاب (المتمسك بحبل آل الرسول) كثيراً، كذلك أثنى علماء الرجال على كتابه المذكور وعدّه النجاشي من كتب الشيعة المشهورة. ويقول النجاشي في ترجمته - للعماني -: «أبو محمد العماني الحذّاء، فقيه، متكلم، ثقة، له كتب في الفقه والكلام منها: (المتمسك بحبل آل الرسول) كتاب مشهور في الطائفة، وقيل ما ورد الحاج من خراسان إلا طلب واشترى منه نسخة»([213]).

كذلك أثنى عليه وعلى كتابه كل من: الشيخ الطوسي في الفهرست، والعلامة في الخلاصة، وينقل أن السيد البروجردي كان يتأسف كثيراً لعدم وصول الكتاب إليه([214]).

ويقول السيد بحر العلوم في ترجمته للعماني:

«إن حال هذا الشيخ الجليل في الثقة والعلم والفضل والكلام والفقه أظهر من أن يحتاج إلى بيان، وللأصحاب مزيد اعتناء بنقل أقواله وضبط فتواه خصوصاً الفاضلَين ومن تأخر عنهما، وهو أول من هذّب الفقه واستعمل النظر وفتق

[212] أعلام الفقهاء والمحدثين، ص194، وانظر: تاريخ التشريع الإسلامي ص250، وانظر: حركة الاجتهاد عند الشيعة الإمامية: ص247.

[213] رجال النجاشي: ترجمة رقم 100.

[214] انظر تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره، جعفر السبحاني، 243.