(الحشوية) الذين لا يسعهم إلاّ جمع الحديث، ولا يراعون المقاييس العلمية في علمي الحديث والرجال فضلاً عن علم الفقه.

وهؤلاء الأعلام - الصدوقان والكليني - من أبرز العلماء الذين يمثلون الاتجاه الروائي والحديثي ولقد كان علماء هذا الاتجاه - الاتجاه الأول - كالصدوقين والكليني وغيرهم، وخصوصاً خريجو مدرسة قم ينظرون إلى الاستدلالات العقلية بأنها نوع من القياس الذي نهى عنه الأئمة عليه السلام، ويرون أن النهي الوارد عن الأئمة عن العمل بالقياس شامل لتلك الاستدلالات العقلية، وقد كتب الكثير من علماء الشيعة في رد الاجتهاد كالنوبختي وأبي القاسم علي بن أحمد الكوفي([211]).

الاتجاه الثاني: الاتجاه العقلي

ويمثله علماء الفقه الذين يعتمدون على مبانيهم الأصولية العقلية ولهم طريقة خاصة بهم في الاستدلال الفقهي تختلف عن طريقة الاتجاه الأول بل كانوا يستدلون بالعقل على كثير من الأمور.

أبرز فقهاء الاتجاه العقلي وآثارهم الفقهية

الأول: ابن أبي عقيل العماني

وهو الحسن بن علي بن أبي عقيل الحذّاء المعروف بـ(ابن أبي عقيل العماني)، وهو شيخ فقهاء الشيعة، والظاهر أن الزعامة الدينية كانت له بعد زمن الغيبة الصغرى وانتقلت إليه بعد وفاة آخر السفراء الأربعة.

[211] انظر: رجال النجاشي، 265، وانظر: أعلام الفقهاء والمحدثين، ص139.