responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 119

موجز حول عصره وبيئته العلميتين

ولا شك أنّ للبيئة بموقعها العلمي ومركزها الثقافي آثاراً مهمّة في تحديد معالم التوجه الفكري للنابغين فيها والبيئة التي استوطنها الشيخ علي بن بابويه قدس سره قد تمتعت بما لم يتمتّع بمثلها إلاّ القليل من حواضر العلم والدين في البلاد الإسلامية فهو قد عاش في مدينة قم المقدسة التي كانت ولا تزال من قلاع التشيع وحيث كانت في أوان عصر الغيبة وعهد نيابة النواب الأربعة (رضوان الله عليهم) حافلة بعلماء الشيعة كما قال المجلسي وكذا كان علماء باقي المذاهب أيضاً ظاهرين حيث في عصره بالذات ألف أصحاب الصحاح الستة - عند أهل السنة - كتبهم وهي صحيح البخاري (ت: 256هـ)، وصحيح مسلم (ت: 261هـ)، وسنن ابن ماجه (ت: 273هـ)، وسنن أبي داود (ت: 275هـ)، وجامع الترمذي (ت: 279هـ) ومجتبى النسائي: (ت: 303هـ) في الدولة العلوية في طبرستان التي امتد نفوذها إلى قم والري حتى انقرضت (سنة 316هـ) فكانت قم بيئة الشيخ الصدوق الأب من مراكز العلم والبحث الفقهي بحيث تستقطب الفقهاء والمحدثين في كل بلاد التشيع، ويدل على ذلك ما رواه الشيخ الطوسي قدس سره عن ابن الغضائري عن محمد بن أحمد بن داود القمي قال: حدثنا سلامة بن محمد، قال: «انفذ الشيخ الحسين بن روح رحمه الله كتاب التأديب إلى قم وكتب إلى جماعة الفقهاء بها، وقال لهم: انظروا في هذا الكتاب وانظروا فيه شيء يخالفكم؟ فكتبوا إليه: إنه كله صحيح، وما فيه شيء يخالف إلاّ قوله في الصاع في الفطرة نصف صاع من طعام، والطعام عندنا - مثل الشعير - من كل واحد صاع» ([159]).


[159] مجلة فقه أهل البيت عليهم السلام: العدد 2، ص 161، نقلاً عن كتاب الغيبة للطوسي 390/357.

اسم الکتاب : تاريخ الفقه الامامي: من البداية الى القرن الثامن الهجري المؤلف : المدوح، مرتضى جواد    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست