responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 7

بسم الله الرحمن الرحيم

تصدير

وَلَجْتُ الحياة الجامعية طالبَ علم يَضرِبُ في أهدافِهِ خَبْطَ عَشواءَ، ولا سلاح لدَيْهِ إلاّ فِطرَةٌ فتيّةٌ وعَقْلٌ مُتَحَفِّزٌ للتفاعَلِ والتطور؛ وكنت أحسبهَا سنوات من الجلوس على المقعد الدراسي تعقبه شهادة جامعية تشبع الغرور العلمِي الذي يَعْتَوِرُ الشبابَ في أوّلِ سفرتهم في الحياة الجامعيّة.

ولكن بعد بضع محاضرات بدأت تتكشف أمامي معالم الطريق الذي ولجته؛ فإذا بِهِ طريق واسع طويل فيهِ رجالٌ عاهدوا اللهَ على الأخذِ بيَدِ أمثالي في مفازتِهِ، يدلونهم على معالمه؛ فبدأ تفكيري يتبلوَر وهدفي يتكشّفُ عَنه غمام الغرور؛ فاستبدلتُ بالغرور سلاح الطموح أصقله وأشحذه بالسهر والمثابرة والعمل الجدّي والسير الحثيث؛ أمَحِّصُ كل خطوة أخطوها مخافة أنْ تَزِلَّ قَدَمٌ في مهالك جهل، أسْعِف رحلتي بالمشورة والوعي والإقتداء والطاعة لأساتذتي غير كالٍّ ولا مالٍّ؛ تحفزني الغِبْطَةُ للمستشار حين أستشعر صواب المشير مُتمثّلاً بيقينِ الإشارةِ راجعتُ نفسي؛ تُرى هل أصلح لعمل نافع أشعر بعد إنجازه بالفخر والاعتزاز بما بذلته فيه من جُهْد!!

لا أدري؛ ولكن لِمَ لا أجَرِّب حظي مستفيداً من ظروفي عبرةً؟ فأنا شابٌ غادرتُ مسقط رأسي مدينة الحي - حي واسط - مثل كثير غيري، سعياً وراء لقمة

اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست