responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 8

العيش الأفضل وأملاً في فرصة علمٍ تسنح في حاضرة كبيرة مثل بغداد، ولم يكن لرحيلي أنْ يترك فراغاً يخشى خطرهُ ولا زَوبعة يُتَحاشى ضَجيجُها! وسألتُ نفسي؛ لو سألني سائل: ما الذي حصدته في رحلتك؟ وهل وَفَّرْتَ بعضاً لِتَبْذُرَهُ في وطنِك ليزهوَ فوق قبرك؟؟؟ لا شيء! إذن لِمَ لا أوظِّف ما يُصَبُّ في إناءِ ذِهني من العِلمِ عسى أن أكون ممن أسهم في وضع لَبناتٍ في صرح خير أمَّةٍ أخرِجت للناس! ونشأت فكرةُ الكتابة عن جاري ونزيل داري (سعيد بن جبير).

وبدأت البحث ومشورة شيوخي وأساتذتي وهم يُزْجُون بي ألاّ أكبو ويَرعون مسيرتي خطوة خطوة، ونقلة نقلة.

وكثرت البحوث وتنوعت الأطعمة وهي ما تَزْدادُ إلاّ لذاذة؛ ولكن بحثي عن سعيد ظل يُسايرها ويُلازمُها ملازمة الماء للآكل الأكول، فكان رسالة تخرجي؛ تدفعني إليه رغبة في إصداره كتاباً وإن ظلّت لهفة الإحاطةِ بأصول البحث العلمي لا تفارقني.

ولذا تجدني أكتب هذا البحث ولست مُطمئناً للأرض التي أسيرُ عليها، ولا خَلِيَّ بالٍ من خوف التخبّط وإنْ كنتُ غير مبال بالجهد والتَعب بعد ما خرجت بحصيلة هي أنّ العقلَ آلةٌ خارقة القوة لا يصح التفريط بها أو تركها بلا تغذيةٍ أو شحذٍ، وإلاّ رانَ عليها الجهلُ بِدَرَنِهِ.

وأخيراً فلا فخر لي إلاّ بشيوخي وأساتذتي، ولهم لا لغيرهم فضل ما صرت إليه وما برزت فيه بين أقراني في الدراسة وأنا أستغلّ آلة العقل التي صقلتها وضبّطتها عقولٌ نيرة كتب الله لها درجات من الفضل فاقت ثواب المجاهدين لأنّ مدادَ يراع أولئك العلماء يُوزَنُ بدم الشهداء فيما عملوا فجزاهم اللهُ عَنِّي خيراً.


اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست