responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 6

ومقاتلاً كما هو متنسكاً، وأحرز سعيد وأصحابه تقدماً على صعيد القتال لولا الأقدار التي حالت بينه وبين النصر النهائي الذي توقعه الجميع لسعيد ولأصحابه، وانتهت المعركة بأن سجّل سعيد نصراً آجلاً تستذكره الأجيال كلما مر اسم سعيد على ذهنها، وبات هذا الرمز تنصع حقائقه كلما حاول الأمويون الطعن فيه، والنيل من شأنه، وكأنما ملحمة سعيد بن جبير أيقظت الضمائر الراقدة في سبات الاستكانة والتسليم، لتنتفض لسعيد ولتاريخه المشرق، ولم تزل مواقفه أنموذج العالم الذي دعاه علمه لقول كلمة الحق وإعلانها بوجه الحاكم الجائر الذي استعبد البلاد، وأذل العباد، وجعل ناسها شيعاً يقتل بعضهم بعضاً، ويكفّر بعضهم بعضاً، وقد أطاح سعيد بأُسطورة الخلافة التي ادعاها الأمويون وورثها المروانيون، واستطاع أن يهزم جبروت الحجاج وأن يكسر هيبته، وعرف المسلمون شخصية سعيد، واختص بها العراقيون، وذاب فيها الواسطيون، فالمسلمون عرفوه ثائراً، خرج على ظلم الحجاج وتعسفه، والعراقيون ألفوه عالماً ثائراً، وموالياً لأهل البيت عليهم السلام محدثاً عنهم، والواسطيون لا زالت دماؤه الزكية تستنشقها أجيالهم لتذكي فيهم روح الولاء وكان أحدهم وهو الاستاذ سلام محمد علي البياتي قد حفّزته ذاكرته التي تعيش بين أوساط ضريح سعيد الطاهر، وتستزيد من ولائها ولاءً يُضاف إليه ليحبّر كتابه الموسوم سعيد بن جبير شيخ التابعين وإمام القراء، سارداً لنا من تاريخه نفحات، ومن علومه شذرات، ومن مواقفه ما أبهر العقول وقطع دابر الإشكالات، واستطاع أن يقدّم دراسته وهو يرفل بحب سعيد كما قد رفل بولاء ساداته الميامين أئمة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين.

عن اللجنة العلمية

السيد محمد علي الحلو


اسم الکتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء المؤلف : البياتي، سلام محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست