ج: القراءة عند سعيد

مدخل إلى علم القراءات

يكاد يتفق جميع الباحثين سواء كانوا من المختصين بالدراسات القرآنية أو من المؤرخين؛ على أنّ هذا المبحث هو من أعقد البحوث القرآنية وأعمقها أثراً في مسيرة الأمة الإسلامية فيما ترك من بصمات متميزة على صفحات تراثنا، كان له شأنٌ كبير في العلاقات الاجتماعية في العالَمين العربي والإسلامي.

ويذهب بعض الباحثين إلى أن موضوع القراءات وتعددها كان العامل الأول في تعدد أنماط الفكر الاجتماعي الإسلامي وتشعب مساراته ومساربه ثم بالتالي نشوء الفرق الإسلامية التي تبنّت نمطاً معيناً ينهج نهجاً معيناً من الفكر الاجتماعي الذي تبلور عن نوع معين من القراءة ثم بالتالي تحديد شكل التفاعل الاجتماعي لذي يسلكه أفرادها في علاقاتهم ضمن حدود مؤسستهم وبالتالي مع المؤسسات الأخرى التي اختارت نمطاً آخر، ثم مع المجتمعات الأخرى التي تتبنى فكراً كلياً يختلف من حيث الأسس عن الفكر الإسلامي الكلي.

من هذه النبذة المختصرة والموجزة يتبين للقارئ مقدار خطورة سبر أغوار هذا الخِضمّ العميق في بعده الفوقي المتناهي في أفقه.