responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاربعين: وفلسفة المشي الى الحسين عليه السلام المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 63

الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا...الخ}([67])، حيث أشار إلى أن هذه العقوبة وهي (عقوبة الحرابة) تترتب على أولئك الساعين إلى الفساد في الأرض ومن جملة مصاديق هذا السعي المشي إلى هذا الفساد.

وأمّا المشي الممدوح

فمنه قوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا}([68])، حيث أشار إلى أن هذا المشي المعبر عنه بالهون هو الناشئ من التواضع والدال على النفس العالية.

قال الخليل الفراهيدي: «الهَوْن: مصدر الهين في معنى السكينة والوقار»([69]).

وقطعاً ليس المراد بالهون هنا أن يكون مشي الإنسان كالمريض يرفع قدماً ويضع أخرى بهدوء تصنعاً ورياءً بحيث تراهم كأنهم يمثلون هذا الأمر أمام الناس تمثيلاً وهم أكثر الناس استعلاءً وتكبراً في طبيعتهم وتعاملاتهم.

لا ليس المراد بالهَوْن هذا بلا أدنى ريب، وإنما المراد به أن يكون مثل هذا الوقار وهذه السكينة نابعة حقيقة من إحساسهم بالتواضع أمام الناس لأجل الله عز وجل من دون جبر ولا فرض وإنما هي الطبيعة التي جبلَ عليها هؤلاء.


[67] المائدة/33.

[68] الفرقان/ 63.

[69] كتاب العين للفراهيدي: 4/ 92.

اسم الکتاب : الاربعين: وفلسفة المشي الى الحسين عليه السلام المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست