والمراد به ذلك الإنسان الذي يتحرك ضمن رؤية واضحة وطريق مستقيم لا يحيد
عنها ولا يزيغ لأنه على بينةِ من ربّه، فهو من خلال هذا النور يسمع ويبصر وينطق
بإذن الله وتوفيقاته.
ومن جهة ثالثة: أشار إلى آداب المشي ومنه قوله تعالى: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ
مَرَحًا}([71])، يعني لا تمشِ مشية
الخيلاء متكبراً جباراً عنيداً، فإن فعلت ذلك فإن الله سوف يبغضك لأنه يقول: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ
كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}([72]).
ومنه قوله تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ}([73])، يعني أجعل مشيك مقتصداً
ليس بالبطيء المثبط ولا بالسريع المفرط بل عدلاً وسطاً بين بين، ومما يؤيد ذلك ما
ذكره العلماء من أن أفضل أنواع المشي هو الوسط وهو أن لا تسرع كثيراً ولا تبطئ كثيراً
كما قال الله سبحانه وتعالى في الآية المتقدمة.
ومنه قوله تعالى في أدب مشي النساء: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى
اسْتِحْيَاءٍ}([74])، ووصف الله عز وجل مشية
هذه البنت بهذا الوصف دليل على