responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 481

صلى الله عليه وآله وسلم لن تمنع من مجازاتهن وعذابهن، بل ان قربهن من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكونهن من زوجاته سيكون سببا لإنزال العقاب المضاعف عليهن كما قال تعالى: ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)).

وبالعكس بالنسبة للمطيعات منهن، فان من تقنت منهن وتعمل صالحا يؤتها الله ضعفين من الأجر، كما قال تعالى: ((وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا)).

إذن فمجرد كونهن زوجات لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يكون فضلا وفخرا لهن ما لم تنظم إليه التقوى والعمل الصالح، ولو كان مجرد كون المرأة زوجة للرسول أو النبي يصيرها أفضل أهل زمانها لما ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ))([961])، فإطلاق القول بأفضلية نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم على سائر النساء قول لا يتماشى مع روح القرآن وجوهره.

3: ان الأفضلية في الآية تخص الثواب والعقاب لا غير

نحن لا نسلم لابن حزم ولا لغيره بأن قوله تعالى ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ)) ينص أو يشير إلى أفضليتهن على سائر النساء مطلقا، وبمعنى آخر ان الأفضلية هنا ليست إلا من حيث الثواب والعقاب، فالآيات كلها تتحدث عن تكليفهن بتكاليف معينة وترتيب الأثر الشرعي والجزائي على هذه التكاليف،


[961] سورة التحريم الآية رقم 10.

اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 481
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست