responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 128

الذي كان من المفترض أن يكون رحمة للناس ومتنفسا للحقيقة، صار سببا لتثبيت الأكاذيب وتدوين الروايات المختلقة المتحيزة لوجهة نظر معينة، فتكرر الخطأ نفسه الذي وقع فيه المحدثون قبل التدوين، بل أصبح الخطر اكبر بعد التدوين، لان المحدث قبل ظهور التدوين كان يحدث ويدلس ويختلق لكنه في اغلب الأحيان يموت كذبه واختلاقه مع موت راويه، أما في التدوين فقد كان الأمر مختلفا، فبعد التدوين كان الحديث المختلق يبقى بعد الراوي قروناً وقروناً، ويتناقل في مصنفات أخرى، فينتشر يوما بعد يوم، فيصبح مع مرور الوقت أمرا مفروغا من صحته، يعاب كل من يعارضه ويخالفه.

وقولنا بوقوع الدس والتزوير والتحريف والاختلاق في عملية تدوين السنة النبوية في مرحلتها الأولى هو ليس تجنيا على المدونين، أو قولاً بلا دليل، لان من رجع إلى أخبار التدوين الأولى يصعق من كثرة الأخبار التي تحدثت عن عدم نزاهة ما تم تدوينه وعدم حياديته، مما يوجب الشك والريبة في صحة هذه المدونات حتى تلك التي سميت في عصرنا هذا بالصحاح والمسانيد، وفيما يأتي جملة من تلك الشواهد على هذه الحقيقة:

الشاهد الأول: سرقة الكتب وإدخال الزيادات فيها

قال الرازي في الجرح والتعديل بسنده عن: (إسحاق بن الصيف قال سمعت أبا مسهر يقول سمعت سعيدا يعنى ابن عبد العزيز يقول: قدم عليهم ابن سمعان فاخرج إليهم كتبه فزادوا فيها فلما حدثهم بها قالوا: كذاب)([206]).

وعن الخطيب البغدادي وهو يتكلم عن عبد الله بن زياد بن سمعان المذكور


[206] الجرح والتعديل للرازي ج 5 ص 61.

اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست