إن من الأسئلة التي ترد على الذهن، هو أين كانت أنوار محمد وعترته صلوات
الله عليهم أجمعين قبل أن يخلق الله تعالى السموات والأرض؟ بمعنى آخر: بعد أن دلت
الأحاديث السابقة إلى بدو خلق هذه الدنيا ومراحل الخلق والنشأة فلابد أنها كانت في
محل خاص، فأين هذا المحل؟
في البدء لا يمكن لنا الوقوف على هذه الإجابة من دون الرجوع إلى النبي الأعظم
وعترته فهم أمناء الله على شرعه ومحال علمه وحكمته ومظهر أسمائه الحسنى.
ولذا: تفيد بعض الأحاديث ــ كما سيمر في حديث الأشباح ــ بأن هذه الأنوار
كانت حول العرش؛ أما ما يخص البضعة النبوية فقد جاء البيان واضح الدلالة، مخصصاً
في تعيين المكان الذي كان فيه نور فاطمة؛ أو حسبما نص عليه لفظ الحديث: (كانت
فاطمة) أي: ليس نورها بل هي، كما سيمر بيانه.
وعليه:
يكشف لنا الحديث الشريف ــ الآتي الذكر ــ خصوصية خاصة في منزلة فاطمة
عليها السلام، فضلاً عن إتباع النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم منهاجاً خاصاً
في
اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل الجزء : 1 صفحة : 46